16 - 08 - 2024

شبه مختلف | وعود الرؤساء.. وكلام الليل!

شبه مختلف | وعود الرؤساء.. وكلام الليل!

سوابق الوعود الرئاسية تجعل المواطن يتحسس عقله ويراجع تاريخه حتى يطمئن أو يتشكك في مصداقية تلك الوعود التي يقطعونها على أنفسهم في مكلمات عامة أو خطب رئاسية أو تصريحات صحفية، وإذ بها كما يقول المثل الدارج "كلام ليل مدهون بالزبدة يطلع عليه النهار يسيح" فمنذ أن تعهد السادات بالمشي على خطى عبدالناصر ، واتضح بعد ذلك خداعه للجماهير إذ قام الرئيس"المؤمن" بعمل كل مالا يتمناه الزعيم الراحل من الصلح مع العدو وانفتاح "السداح مداح" الإقتصادي، وإطلاق يد الجماعات الإرهابية لنصل إلى ما وصلنا إليه اليوم، حتى إن الناس تندروا على  وعد السادات وقالوا في تبكيتهم أنه بالفعل مشى على خطى عبدالناصر ولكن باستيكة!!

ثم جاء خلف السادات، مبارك الذى قال في إحدى خطبه أن الكفن ليس له جيوب بمعنى أنه زاهد في المال، لمن نهايته حكم عليه في حادث سرقة أموال عامة ناهيك عن مايتردد عن ثرواته الطائلة في الداخل والخارج واكد مبارك في بداية فترته الرئاسية أنه سيكتفي بمدتين رئاسيتين لمدة اثني عشر عاما لكنه نقص عن الوعد وظل جاثما على قلب الوطن لثلاثين عاماً لم تخلعه إلا الثورة .

ثم جاء الرئيس الإخواني مرسي على عكس ما وعدت جماعته بأن لا تقدم مرشحا للرئاسة لكنها نكصت وقدمت أربعة مرشحين لمن لا يتذكر هم خيرت الشاطر والاستبن "محمد مرسي"  فالدكتور العوا وعبد المنعم ابو الفتوح بما تربطهم من وشائج مع الجماعة الإرهابية حتى لو أنكرت هي أو هما ذلك ، ثم كانت وعود مرسي بمشروع المائة يوم والذي لم يتحقق منه شيء ثم وعود الجماعة الكاذبة دوما بالمشاركة لا المغالبة ثم انقلب على الدستور ذاته بإعلانه الدستوري الذي كان اللبنة الأولي في طريق عزله والثورة عليه.

ووصلنا بحمد الله إلى الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي والذي أتى إلى الحكم بغير برنامج حيث أنه المرشح"الضرورة" الذي تصدى لجماعة إرهابية وعزل رئيسها، فكان لابد من مكافأته بكرسي الرئاسة حتي يكمل مهمته في دحر هذه الجماعة وانصارها، ولن نتحدث هنا عن المواجهة مع الإرهاب وأنه لا يزال يضرب في شمال سيناء بعنف رغم مرور أربع سنوات على جلوس الرئيس، بل سنتناول الجانب الاقتصادي والذي وعد بتحسنه بعد ستة أشهر من قدومه لكن كل ستة شهور والحال لا يتحسن بل يسوء والناس يشكون مر الشكوى من غلاء ينهشهم دون رحمة أو هوادة ومرت شهور الرئيس مضروبة في ٥ولا يزال الغلاء هو السيد الفعلي في البلاد ليس لجشع التجار وحدهم بل بقرارات حكومية تمد يدها في الصباح والمساء الى جيوب الناس لتسرقهم أو تبتزهم بحجج لا تنتهي.

ووعد السيسى فى أكثر من لقاء تليفزيونى قبل فوزه فى الانتخابات الرئاسية بضبط الأسعار، ففى لقائه مع  لميس الحديدى وإبراهيم عيسى أثناء ترشحه للانتخابات وعد بتوفير آليات موازية لتوفير المنتجات والسلع الأساسية لضبط السوق المصرية من خلال توفير سيارات مبردة لبيع اللحوم ومنتجات التموين بأسعار أقل، كما وعد بتأسيس 22 مدينة صناعية جديدة مع تشغيل المصانع المتوقفة إلا أنه لم يفتتح إلا مجمع موبكو للأسمدة بدمياط.

حتى وصلنا إلى ما صرح به سيادته في ختام مكلمة شرم الشيخ للشباب، بعدم موافقته على تعديل الدستور وأن فترتين كافيتين، بعد أن ترك الشارع يضرب اخماسه في اسداسه لشهور طويلة من تطاول نواب البرلمان على الدستور وتشوييهم له ودعوتهم الى تعديله لإعطاء الرئيس صلاحيات أكثر ومدد اطول رغم إنه لا أحد يملك صلاحيات واقعية في مصر غير الرئيس وقطاع نهب المال العام الذي يحارب بضراوة من جهاز الرقابة الإدارية، لكن بعد كل هذا الخذلان الذي لاقاه الشعب من رؤساء أربعة سابقين بما فيهم الرئيس السيسي هل يصدق الناس الرئيس وهل يصدق الرئيس في وعوده، أم أن لكل مقام مقال وحادث حديث!!

مقالات اخرى للكاتب

شبه مختلف | تحت طائلة السوشيال ميديا!